ها هم هنا ..
كانوا هنا جميعهم.. كالعادة.
أصحاب البطون المنتفخة.. والسجائر الكوبية.. والبدلات التي تلبس على أكثر من وجه .
أصحاب كل عهد وكل زمن.. أصحاب الحقائب الدبلوماسية ، أصحاب المهمات المشبوهة ، أصحاب السعادة وأصحاب التعاسة ، وأصحاب الماضي المجهول.
ها هم هنا ..
وزراء سابقون.. ومشاريع وزراء . سرّاق سابقون.. ومشاريع سرّاق . مديرون وصوليون.. ووصوليون يبحثون عن إدارة . مخبرون سابقون.. وعسكر متنكّرون في ثياب وزارية.
ها هم هنا ..
أصحاب النظريات الثورية ، والكسب السريع . أصحاب العقول الفارغة، والفيلات الشاهقة ، والمجالس التي يتحدث فيها المفرد بصيغة الجمع .
ها هم هنا.. مجتمعون دائماً كأسماك القرش. ملتفون دائماً حول الولائم المشبوهة ..
أعرفهم وأتجاهل معظمهم " ما تقول أنا.. حتى يموت كبار الحارة ! "
أعرفهم وأشفق عليهم .
ما أتعسهم في غناهم وفي فقرهم . في علمهم وفي جهلهم . في صعودهم السريع .. وفي انحدارهم المفجع ! .
ما أتعسهم ، في ذلك اليوم الذي لن يمدّ فيه أحد يده حتى لمصافحتهم